كبائر الذنوب

سِلْسِلَةُ كَبَائِرِ الذُنُوْب

الذنْبُ وَالأَلْفَاظُ المُرَادِفَةُ لَهُ

 

الذَّنْبُ وَالأَلْفَاظُ المُرَادِفَةُ لَهُ

 

لم يُعبَّر عن الذنب بلفظ الذنب فقط، وإنما استُعمل في بيانه ألفاظ مرادفة له تؤدي نفس المعنى وتقوم بذات المهمة التي تقوم بها دلالة لفظ الذنب.

ويوجد ألفاظ كثيرة تُستعمَل للدلالة على الخطأ، فلا حصر لمعنى الذنب في لفظ واحد، لأنه من الألفاظ المشترَكة في الدلالة على معنى واحد، وقد ذُكر في كتب اللغة العربية فوارق بسيطة بين هذه الألفاظ لا تخل بالمعنى المراد، فيمكن التعبير عن الذنب بلفظ الذنب أو المعصية أو الحنث أو الخطأ أو الرجس.

وقد استعمل القرآن الكريم هذه المرادفات كلها في الدلالة على الذنب فقال في سورة الأنعام(مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ)

وفي سورة الواقعة(وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ)

وفي سورة الحج(فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ)

وفي سورة الأحزاب(إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)

وفي سورة المائدة(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)

وفي سورة الشعراء(وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ)

وفي سورة الإسراء(وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءًا كَبِيرًا)

وهناك مجموعة كبيرة من الآيات التي استعملت مثل هذه الألفاظ المرادفة للفظ الذنب، والمعنى في الجميع واحد غير أن لفظ الخطأ يحمل معنيين: معنى الحرمة، ومعنى الخطأ غير المحرم كالخطأ في الكلام مثلاً.

ولعل التنوع في هذه الإستعمالات له دلالة على حجم المعصية التي يرتكبها الإنسان في الدنيا لأن المعصية درجات مختلفة، منها ما يستحق فاعله الدرك الأسفل من النار، ومنها ما يستحق الدخول في سقر، ومنها ما يستحق فاعله العذاب الطبيعي، فلا مانع من أن يكون هذا التنوع في الإستعمالات اللفظية الدالة على الذنب ذا علاقة مباشرة بنوع المعصية وحجمها ومستوى تبعاتها في يوم الحساب.

الشيخ علي فقيه

 

الشيخ علي الفقيه

قال سبحانه( واذكر ربك حتى يأتيك اليقين) إن ذكر الله عز وجل لا ينحصر بجارحة اللسان بل يجب أن ينبع من صميم القلب وتترجمه الطاعة الصادقة التي تتحقق بفعل الواجب والمستحب وبترك كافة المحرمات جعلنا الله واياكم من الذاكرين العابدين الصادقين الشيخ علي فقيه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى